Saturday, March 29, 2008

محاكم التفتيش --3

وكانت تتم المحاكمة بأن يشرب الشخص كؤوساً من الخمر يحددها المحاكمون له، ثم يُعرض عليه لحم الخنزير ويطلب منه أن يأكله، وبذلك يتم التأكد من أنه غير متمسك بالدين الإسلامي وأوامره، ولكن هذا الامتحان لا يكون عادة إلا خطوة أولى يسيرة جداً , إذ يُعاد بعد تناوله الخمر وأكل لحم الخنزير إلى الزنزانة في سجن سري، ودون أن يعرف التهمة الموجهة إليه، وهو مكان من أسوأ الأمكنة، مظلم، ترتع فيه الأفاعي والجرذان والحشرات، وتنتشر فيه الأوبئة، وفي هذا المكان على المتهم أن يبقى أشهراً طويلة دون أن يرى ضوء الشمس أو أي ضوء آخر، فإن مات، فهذا ما تعتبره محاكم التفتيش رحمة من الله وعقوبة مناسبة له، وإن عاش، فهو مازال معرضاً للمحاكمة، وما عليه إلا أن يقاوم الموت لمدة لا يعرف أحد متى تنتهي، وقد يُستدعى خلالها للمحكمة لسؤاله وللتعذيب .
وعادة كان يسأل المحقق في المرة الأولى إن كان يعرف لماذا ألقي القبض عليه وألقي في السجن؟ وما التهم التي يمكن أن توجه إليه؟ ثم يطلب منه أن يعود إلى نفسه، وأن يتأمل واقعه، وأن يعترف بجميع الخطايا التي يمليها عليه ضميره، ويسأله عن أسرته وأصدقائه ومعارفه وجميع الأماكن التي عاش فيها، أو كان يتردد عليها، وخلال إجابة المتهم لا يُقاطع، يُترك ليتحدث كما يشاء، ويسجل عليه الكاتب كل ما يقول، ويُطلب منه أن يؤدي بعض الصلوات المسيحية؛ ليعرف المحققون ان كان بالفعل أصبح مسيحياً أو ما زال مسلماً؛ ودرجة إيمانه بالمسيحية.
وبعد هذه المقابلات البطيئة الروتينية، يقرأ أخيراً المدَّعي العام على المتهم قائمة الاتهامات الموجهة إليه، وهي اتهامات تم وضعها بناء على ما استنتجته هيئة المحكمة من استنطاق المتهم، ولا تستند إلى أدلة من نوع ما، ولا يهم دفاع المتهم عن نفسه؛ إذ إن قانون المحكمة الأساسي أن الاعتراف سيد الأدلة، وما على المتهم إلا أن يعترف بالتهم الموجهة إليه، ولا تهم الأساليب التي يؤخذ بها الاعتراف، فإن اعترف المتهم تهرباً من التعذيب الذي سينتظره، أضاف المدعي العام إليه تهماً أخرى.
وفي النهاية يرى المحقق أن المتهم يجب أن يخضع للتعذيب؛ لأنه إنما يعترف تهرباً من قول الحقيقة ، أي: أن التعذيب لابد منه، سواء اعترف المتهم أم لم يعترف .
بعد منع الشراب عن المتهم حتى يصبح نحيلا غير قادر على الحركة تأتى عمليات الجلد ونزع الأظفار، والكي بالحديد المحمي، ونزع الشعر، ومواجهة الحيوانات الضارية، والإخصاء، ووضع الملح على الجروح، والتعليق من الأصابع, وخلال كل عمليات التعذيب يسجل الكاتب كل ما يقوله المتهم من صراخ وكلمات وبكاء، ولا يستثنى من هذا التعذيب شيخ أو امرأة أو طفل، وبعد كل حفلة تعذيب، يترك المتهم يوماً واحداً ثم يُعرض عليه ما قاله في أثناء التعذيب من تفسيرات القضاة، فإذا كان قد بكى وصرخ: يا الله، يفسر القاضي أن الله التي لفظها يقصد بها رب المسلمين، وعلى المتهم أن ينفي هذا الاتهام أويؤكده ؛ وعلى أي حال يجب ان يتعرض لتعذيب من جديد؛ وهكذا يستمر في سلسلة لا تنتهي من التعذيب .
مما يذكر॥ أن هناك عذابا اختص به النساء وهو تعرية المرأة إلا ما يستر عورتها ، وكانوا يضعون المرأة في مقبرة مهجورة ويجلسونها على قبر من القبور ، ويضعون رأسها بين ركبتيها ويشدون وثاقها ، وهي على هذه الحالة السيئة ، ولا يمكنها الحراك ، وكانوا يربطونها إلى القبر بسلاسل حديدية ، ويرخون شعرها فيجللها وتظهر لمن يراها عن كثب كأنما هي جنيَّة لا سيما إذا ما أرخى الليل سدوله، وتترك المسكينة على هذه الحال إلى أن تجن أو تموت جوعا ورعبا .

وبعد ذلك يتم أصدار الحكم على المتهم كما يزعمون :

الأول: البراءة: وهو حكم نادراً ما حكمت به محاكم التفتيش، وعندها يخرج المتهم بريئاً، لكنه يعيش بقية حياته معاقاً محطماً بسبب التعذيب الذي تعرض له، وعندما يخرج يجد أن أمواله قد صودرت، ويعيش منبوذاً؛ لأن الآخرين يخافون التعامل معه، أو التحدث إليه؛ خوفاً من أن يكون مراقباً من محاكم التفتيش، فتلصق بهم نفس التهم التي ألصقت به .

ثانياً: الجلد: وقد كان المتهم يساق إلى مكان عام عارياً تماماً وينفذ فيه الجلد، وغالباً ما كان يموت تحت وطأة الجلد، فإن نفذ وكتبت له الحياة يعيش كوضع المحكوم بالبراءة من حيث الإعاقة ونبذ المجتمع له .

ثالثاً: الإعدام : وهو الحكم الأكثر صدوراً عن محاكم التفتيش؛ ويتم الإعدام حرقاً وسط ساحة المدينة .

وفي بعض المراحل صارت المحاكم تصدر أحكاماً بالسجن، وبسبب ازدحام السجون صارت تطلق سراح بعضهم وتعدم آخرين من دون أي محاكمات، وفي بعض الحالات تصدر أحكاماً بارتداء المتهم لباساً معيناً طوال حياته، مع إلزام الناس بسبه كلما سار في الشارع أو خرج من بيته، وفي هذه الأحكام كما قلنا لا يُستثنى أحد بسبب العمر، فهناك وثائق تشير إلى جلد طفلة عمرها أحد عشر عاماً مئتي جلدة، وجلد شيخ في التسعين من عمره ثلاثمائة جلدة، وحتى الموتى كانوا يخضعون للمحاكمة فيتم نبش قبورهم.


ورغم كل هذا التعذيب الذى لا يحتمل وكل الألام والمعاناة هناك من ثبت الله قلوبهم على كلمة الأسلام ولذلك تم طرد هؤلاء الموريسكيون الثابتون على دينهم من أسبانيا , ولم يحل شهر أكتوبر عام (1609م) حتى عمَّت موانئ المملكة وبلنسية من لقنت جنوباً إلى بني عروس شمالاً حركة كبيرة، فرحل بين (9-1606م) إلى (1-1610م) نحو (120) ألف مسلم من موانيء لقنت ودانية والجابية ورصافة وبلنسية وبني عروس وغيرها .

وفي (5-1611م) صدر قرار إجرامي للقضاء على المتخلفين من المسلمين في بلنسية، يقضي بإعطاء جائزة ستين ليرة لكل من يأتي بمسلم حي، وله الحق في استعباده، وثلاثين ليرة لمن يأتي برأس مسلم قتل، وقد بلغ عدد من طُرِد من إسبانيا في الحقبة بين سنتي (1609 1614م) نحو (327.000) ألف شخص، مات منهم (65.000) ألف غرقاً في البحر، أو قتلوا في الطرقات، أوضحية المرض، والجوع، والفاقة، وقد استطاع (32.000) ألف شخص من المطرودين العودة إلى ديارهم في الأندلس، بينما بقي بعضهم متستراً في بلاده بعد الطرد العام لهم، وقد استمر الوجود الإسلامي بشكل سري ومحدود في الأندلس في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وهكذا حكمت محاكم التفتيش في غرناطة سنة (1726م) على ما لا يقل عن (1800) شخص، بتهمة اتباع الدين الإسلامي، وفي (9-5-1728م)، احتفلت غرناطة ب(أوتوداف) ضخم، حيث حكمت محاكم التفتيش على 64 غرناطياً بتهمة الانتماء للإسلام، وفي (10-10-1728)، حكمت محكمة غرناطة مرة أخرى على ثمانية وعشرين شخصاً بتهمة الانتماء إلى الإسلام، وتابعت محاكم غرناطة القبض على المتهمين بالإسلام إلى أن طلبت بلدية المدينة من الملك سنة (1729م) طرد كل الموريسكيين حتى تبقى المملكة نقية من الدم الفاسد.
وفي سنة (1769م) تلقى ديوان التفتيش معلومات عن وجود مسجد سري في مدينة قرطاجنة مقاطعة مرسي،فتم إلقاء القبض على أكثر من مائة (مورسكي) حوكموا وأعدم معظمهم علنا

بعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى أسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808 م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الأسبانية

يروى أحد ضباط الجيش الفرنسي الذي دخل إلى إسبانيا بعد الثورة الفرنسية ( كتب (الكولونيل ليموتسكي) أحد ضباط الحملة الفرنسية في إسبانيا قال: " كنت سنة 1809 ملحقاً بالجيش الفرنسي الذي يقاتل في إسبانيا وكانت فرقتي بين فرق الجيش الذي احتل (مدريد) العاصمة وكان الإمبراطور نابيلون أصدر مرسوماً سنة 1808 بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية غير أن هذا الأمر أهمل العمل به للحالة والإضطرابات السياسية التي سادت وقتئذ.
وصمم الرهبان الجزوبت أصحاب الديوان الملغى على قتل وتعذيب كل فرنسي يقع في أيديهم انتقاماً من القرار الصادر وإلقاءً للرعب في قلوب الفرنسيين حتى يضطروا إلى إخلاء البلاد فيخلوا لهم الجو.
وبينما أسير في إحدى الليالي أجتاز شاراً يقل المرور فيه من شوارع مدريد إذ باثنين مسلحين قد هجما عليّ يبغيان قتلي فدافعت عن حياتي دفاعاً شديداً ولم ينجني من القتل إلا قدوم سرية من جيشنا مكلفة بالتطواف في المدينة وهي كوكبة من الفرسان تحمل المصابيح وتبيت الليل ساهرة على حفظ النظام فما أن شاهدها القاتلان حتى لاذا بالهرب. وتبين من ملابسهما أنهما من جنود ديوان التفتيش فأسرعت إلى (المارشال سولت) الحاكم العسكري لمدريد وقصصت عليه النبأ وقال لا شك بأن من يقتل من جنودنا كل ليلة إنما هو من صنع أولئك الأشرار لا بد من معاقبتهم وتنفيذ قرار الإمبراطور بحل ديوانهم والآن خذ معك ألف جندي وأربع مدافع وهاجم دير الديوان واقبض على هؤلاء الرهبان الأبالسة .. "
حدث إطلاق نار حتى دخلوا عنوة ثم يتابع قائلاً " أصدرتُ الأمر لجنودي بالقبض على أولئك القساوسة جميعاً وعلى جنودهم الحراس توطئة لتقديمهم إلى مجلس عسكري ثم أخذنا نبحث بين قاعات وكراس هزازة وسجاجيد فارسية وصور ومكاتب كبيرة وقد صنعت أرض هذه الغرفة من الخشب المصقول المدهون بالشمع وكان شذى العطر يعبق أرجاء الغرف فتبدو الساحة كلها أشبه بأبهاء القصور الفخمة التى لا يسكنهإ إ لاملوك
قصروا حياتهم على الترف واللهو، وعلمنا بعد أنَّ تلك الروائح المعطرة تنبعث من شمع يوقد أمام صور الرهبان ويظهر أن هذا الشمع قد خلط به ماء الورد ", وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش، فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تظفر بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت 'دي ليل' استمهلني قائلاً: أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!! قلت له: فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً، فماذا تريد يا لفتنانت؟! قال: إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف، فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها.

عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة -وكنا نرقب الماء- فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف، فصفق الضابط 'دي ليل' من شدة فرحه، وقال: ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.

أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة , وفُتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي: يابني: لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.

قلت له: يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس فينا، ومن القاتل السفاك!؟!

وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.


وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء، ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض,رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي.


رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي.

وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.

كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم، وهم في الرمق الأخير من الحياة.

كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.

أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبِّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.

ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين.


ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنَّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.


وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة.

كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره. فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً.

كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.

وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم ]

هذا العذاب كان موجهاً ضد الطوائف المخالفة من المسيحيين فماذا كانوا يفعلون بالمسلمين؟؟ … أشد وأنكى لا شك.

_________________________________________________

يرى المستشرق البريطاني (وول سميث) أن الكنيسة ليست مسؤولة مباشرة عن الجرائم التي ارتكبت عبر محاكم التفتيش، ولكن كان على رجال الدين المسيحي في إسبانيا أن يخوضوا معركة ضد الوجود الإسلامي بعد خروج العرب من أسبانيا فاضطروا إلى محاكم التفتيش التي تمادى القائمون عليها في تصرفاتهم فيما بعد , وهذا ما قاله العديد من المؤرخين الأوروبيين أنه خطأ غير مقصود ان كان قتل الألاف وطرد غيرهم وسفك الأعراض وتعذيب كل من وجد مسلما طفلا أو شيخا أو أمرأة خطأ غير مقصود لأكثر من ثلاث قرون فما هو أذا الخطأ المقصود , وكيف هى أذا المذابح
لمجرد خرافة يهودية لم تثبت صحتها أعتذرت ألمانيا ومازالت تعتذر لليهود وتقدم المعونات والعالم كله يتعاطف معهم , فكيف من المفترض أن يكون حالهم مع من ثبت بدون مجال للشك تعذيبهم بأشبع ما عرفته البشرية من وحشية وعرفه العالم أجمع , أتعرفون كيف كان الرد بكل بساطة وسهولة قيام مجموعة من المؤرخين بتقديم طلب للكنيسة بتقديم أعتذار للمسلمين عما حدث فى الأندلس فى عام 2002
وهناك المزيد سيتعجب البعض من قرارات الحكومة الأسبانية المعاصرة ولكن من يدرك حقيقة ما حدث فلن يتعجب لذلك القرار الذى أعطى الحق لليهود من أصول عائلات يهودية أساوطنت أسبانيا فى الماضى بأن لهم الحق فى الجنسية كما قدمت لهم أعتذارا وررغم ذلك ترفض أعطائها للمسلمين الذين يعيشون فى المغرب وينتمون لأصول أسبانية ( أحفاد الموريسكيين ) والذى مازال البعض منهم يتوارث عقود ملكية لبيوت فى أسبانيا كما يتوارثون مفاتيحها وبالرغم من أن الجنسية الاأسبانية تمنح لأى أمريكى لاتينى بشرط أن يغعيش فى أسبانيا لعامين الا أنها لا تمنح لأحفاد الموريسكيين أو لأى مغربى الا بعد أنقضاء عشرة سنوات على أقامتهم فى أسبانيا


27 comments:

يا مراكبي said...

أولا أحييكي على المجهود الرائع ده .. أكيد تعبتي كتير في تجميع المعلومات والكتابة نفسها كمان

وتحية خاصة جدا على التعقيب الوافي في نهاية البوست الثالث واللي بيبرز الغرض من سرد الموضوع ده كله

الكيل بمكيالين .. سمة الأمم اللي بتتدعي التقدم والتحضر .. وهما أكثر من متخلفين أخلاقيا بالطبع

تحياتي ليكي

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

يااااااااااااه


ياااااااااااه


ياااااااااااه

كل ما اقرأ عن محاكم التفتيش تنتابني مشاعر كره وغضب فظييييييييييييييييييييعة

وعندي احساس قوي ان مازالت بعض كنائس مصر تحديدا عندها اساليب مشابهة

عارف انه تعليق مش في محله....بس احساااااااااس

صيد الخاطر said...

السلام عليكم يا بشمهندسة
والله محاكم التفتيش صفحة سوداء في تاريخ الاندلس
والواحد لما بيقرا فيها بالفعل بيغتاظ جدا

ولما بيسمع ان المسلمين في الاندلس استنصروا باخوانهم في الاقاليم الاسلامية
الاخرى ولم ينصرونهم

يحزن اشد الحزن
فمن اجل هوى حاكم من الحكام ضاعت منا بلاد الاندلس
أحييك أخيرا على المجهود الرائع بحق
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك

Unknown said...

السلام عليكم
مجهود رائع جدا ربنا يحفظ حضرتك
دائما التاريخ هو مرآه للواقع والمستقبل وهذا هو حالهم وخلقهم وعقيدتهم المتأصله
وهذا مااخبرنا به رب العالمين
كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بافواههم وتابى قلوبهم واكثرهم فاسقون
---------
هم لاعهد لهم ولا ميثاق فلقد كذبوا علي الله وخانوا الله من قبل وبدلوا كلامه ,افلا يبدلوا اتفاقية
---------
اما الاحبار والرهبان
يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم
----------
فهذا هو حالهم وقد اضلوا قومهم بغير الحق
ان محاكم التفتيش نقطة سوداء في تاريخ البشرية كلها اغفلت بقصد ولا يجب ان ننسها او نتغاضي عنها,ولم يضاهي محاكم التفتيش في التاريخ الا معتقلات الشيوعيه خاصة في الاتحاد السوفيتي والصين وكانت معظمها ايضا ضد المسلمين
ياامة الاسلام كم تبكي عيون بنيكي دم
----
جزاكم الله كل خير

Anonymous said...

المراكبى
لما تلاقى حد بيستفيد بجد وبيستوعب المعلومات دى مهما كان تعبك بتفرح لانك وصلت الهدف من تعبك
وبعدين بالنسبة للامم التى تدعى التحضر الان هى لا تكيل بمكيالين هى تكيل بنفس مكيالها القديم والذى اعتادوا عليه على مر العصور فللمسلمين مكيال خاص بهم ولكن لا احد ينظر للتاريخ كما ينبغى ان يكون

Anonymous said...

الصارم الحاسم
طبعا مش عارفه ان كان احساسك ده فى محله ولا بس اعرف ان جوانتانامو موجودة للى مش عارف يعنى ايه محاكم تفتيش

Anonymous said...

صيد الخاطر
للعلم المسلمين فى الاندلس على طول تاريخهم وقعوا فى افظع خطأ وهم انهم كانوا دائمى استيراد النصر فطول تاريخهم كانوا يستعينون بجيوش المغرب سواء بالمرابطين او الموحدين وحتى فى ايام المنصور محمد با ابى عامر كانت هناك فرق مغربية ضمن جيش الاندلس مساعدة لهم
وكانت النتيجة ان دائما ملوك الاندلس ينقلبوا ضدهم ويتحالفوا مع القشتاليين كما فعل المعتمد بن عباد ومحمد بن ابى الاحمر الثالث ومحمد الصغير وغيرهم بل ان محمد الاحمر بعث لاحد قواد بنى مرين لينقلب على الدولة ويقوم بثورة زعزعت الملك
وفى وقت سقوط دولة الاندلس وقت تسليمها بالذات كان المسلمون فى الشرق يحاربون التتار من جهة وفى المغرب كان سقوط دولة الموحدين ومن بعدها ثوات داخل دولة بنى مرين فكان الحصار من كل جبهة

Anonymous said...

الفاتح الجعفرى
زى ما بيقولوا التاريه بيعيد نفسه فلو نظر احد اليه وبالاخص لعصور التتار كم سيجد انه اكثر من مرأة للواقع

الفقير الى الله said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصراحه انا مقرتش محاكم التفتيش اللي انت كتباها كلها بس انا قلت ارد على الجزء الثالث واكمل الباقي لاني اصلا قريت قبل كده وانا في ثانوي مش فاكر اسم الكتاب ايه بس كان اسمه قادة الغرب يقولون دمروا الاسلام ابيدوا اهله كان تاليف جلال العالم
بس مكنش موضح زيك كده حاجات كتيرة جزاكي الله خيرا بس على فكرة اللي اتكتب ده عن محاكم التفتيش موصفش الحقيقة كلها لان في حاجات كتيرة اتعملت بس محدش اتجرا وكتبها بس علشان يعرفوا بس مين الارهاب ومين اللي لما يمسك ذمام الامور بيعمل ايه في الطرف الاخر علشان يشوفوا المسلمين يوم ما دخلوا الاندلس عملوا فيها ايه ورفعوها ازاي وهما لما دخلوها عملوا فيها ايه
مع السلامه تحياتي

ذو النون المصري said...

موضوع محاكم التفتيش اعتقد انه لم ياخذ حقه من التغطيه الاعلاميه و لو كنا شطار و مستمسكين بحقوقنا كاليهود لطالبنا بحقوقنا في قتلانا في الاندلس و طالبنا بارضنا هناك و جعلناها قضيه عالميه كما فعل اليهود مع الالمان

فى القلب said...

والله يا هنادى أستفت جدا
أنا أول مره أقراء عن محاكم التفتيش
شكراً على المجهود المثمر

بنت الصالحين said...

ايه ده


انا اول مره اسمع او اقرا الحاجات دي


انا هروح للتدوينات اللي قبل كدهوارجع تاني


حسبنا الله ونعم الوكيل

ربنا يباركلك علي مجهودك ده

مواطن مصرى نايم said...

لا بجد تحفة
كل مرة اعرف معلومات اكتر
تحياتى ليكى

Anonymous said...

ايه الكلام الكبير ده

انا قبل ما اعلق لازم أقرأ المواضيع كلها الأول على روقان مع كباية شاى تمام
أحسن الكلام ده ميتفوتش بسهولة

الباحث عن الحقيقة said...

سعيد جدا بحديثك عن محاكم التفتيش
الوجه الدموي للنصرانية والكنيسة الغربية والجرائم الانسانية التى ارتكبت بأسم الدين
مجهود رائع ..بارك الله فيكم

semsem said...

ايه ده
انا قلبى وقف
ومقدرتش اكمل

ربنا يرحمنا برحمته

Anonymous said...

htttHello! I am Wangbu. I am from the Philippines. There are so many blogs in this world. I found your blog one of the most wonderful. I am happy to visit it.

Anonymous said...

الفقير الى الله
احنا مش مستنيين رأيهم عن ان كنا احنا الارهابيين ولا هما المهم اننا نستوعب الدرس ونعرف ان اللى يسلم مره بيوصل للنهاية دى

ذو النون المصري
حتى لو اتمسكنا بيها من اللى هينصفنا اذا كانت مذابح صبرا وشتيلا ودير ياسين الى الان منذ 60 سنة ومفيش حكم ولا اعتراف لان اساسا اسرائيل مش موقعة على ميثاق المحكمة الدولية اللى بيقولوا عليها ولا معترفة بيها
ازاى نحكم جلادنا علينا ونقوله شوف سوطك عمل فينا ايه واحنا فين اساسا

Anonymous said...

فى القلب
لا شكر على واجب المهم اننا كلنا نعرف النهاية المنطقية للتخاذل ونتعظ من الماضى

عاشقه الفردوس
اتمنى انك تقريهم كلهم وتعرفى حقيقة اللى حصل وان كان مهما مر على الماضى مش كل حاجة بتبان بيفضل هناك خفايا لا ندركها

Anonymous said...

مواطن مصرى نايم
شكرا لمرورك واتمنى انك تكون استفدت من المعلومات دى

عبدٌ من عباد الله
المهم تكون كوباية الشاى فى الفيفتين علشان الاستيعاب يزيد

Anonymous said...

الباحث عن الحقيقة
ارتكبت باسم ايه ولا برروها بايه مش مشكلتنا مشكلتنا انها ارتكبت والاف المسلمين ماتوا واحنا ليسى مش مدركين الخطر اللى حصل ولا اللى بيحصل

semsem
سلامة قلبك
الفكرة مش اننا نتصور عذابهم قد ما اننا نتصور اهمية دينا والدفاع عنه لاخر نفس زى ما عملوا وكمان نتعلم ان اى تخاذل بسيط بيؤدى فى النهاية لبيع كل شئ حتى النفس

Wangbu
welcome
and we also happy to c u here

المستنصر بالله said...

شكرا لزياره حضرتك مدونتى
دة الموقع اللى تمبلت مدونتى منه
http://www.finalsense.com/services/blog_templates/
اى خدمه اختى الفاضله

Anonymous said...

ربنا يعينك على تحضير المواضيع القوية دى
بصدق و مش سخرية
حقيقة
مجهود واضح

R-H-S said...

لا اله الا الله
بجد في حاجات بتحصل زي دي....؟
انا لله وانا اليه راجعون
مجهود ممتاز علي المعلومات دي

Unknown said...

قرات فى السابق عنهم وعن مدى كرههم للاسلام
وكيف خلصوا اوروبا من المسلمين
وعملوا تطهير عرقى لنا على اسبانيا وغيرها من الدول الاروبية


بوست جميل وجهود رائع بالتوفيق

كريم عاطف said...

ياااااااااااااااه
أكاد أبكي من هول ما حدث، لقد قرأت من قبل عن محاكم التفتيش ولكن لم أتخيلها بهذه الشناعةولا أدري كيف يمكن لأي شخص أن يتحمل كل هذا التعذيب،أين هي الحضارة والمدنية التي يضحكون بها عليناإذن

Anonymous said...

Thought I would comment and say neat theme, did you make it for yourself? It's really awesome!